الجماعة في الاشتقاق اللغوي:
لا يكفي أن تجتمع مجموعة من الأشخاص في مكان ما ليشكلوا جماعة أوتوماتيكيا. فالمسافرون في قاطرة مترو أو الزبناء الذين ينتظرون في قاعة انتظار الطبيب، أو الزملاء الذين يلتقون في مقصف من أجل تناول وجبة الغذاء، أو الذين ينتظرون الحافلة، لا يشكلون جماعة.
إن لفظ الجماعة (المعني هنا) لفظ جديد في علم الاشتقاق. لقد استعير من إيطاليا، وتحديدا من عالم الفنون الجميلة، حيث كان يعني groppo في القرن السابع عشر، "تجميعا لعناصر، أو عينة وجود أو شيئا ما، ثم ما لبث أن فرض نفسه في الكلام، فصار يفيد" تجمعا لأشخاص"؛ وذلك بعد قرن من الزمن.
يخبرنا تاريخ لفظ "الجماعة" في اللغة الفرنسية بأنه حديث الظهور (1668)، اشتق من اللغة الإيطالية. يرتبط اللفظ من حيث الاشتقاق بمعنيين لا ينفصلان عن التأمل في الجماعات هما: التماسك و الاجتماع.
وهناك من يرى أن لفظ الجماعة من أصل ألمانيKrop، ويعني الحبال أو وضع أوتار، والدولاب والرابط. يمثل الرابط الانشداد وتلاحم الجماعة، وهو يحضر مسبقا في تعريف الجماعة.
مفهوم الجماعة
الجماعة جهاز حي يطور ديناميته الخاصة. تساهم في هذا التطور عدة عناصر كالانتماء للجماعة والأدوار الفردية والتواصل داخل الجماعة.
يلاحظ أن فكرة دينامية الجماعة انبثقت من أعمال- متفرقة في الأصل- تطورت في سياق تاريخي واجتماعي وإيديولوجي مناسب يتمثل في نمو الجمعيات (الأمريكية بالخصوص)، وتطور علم النفس والسوسيولوجيا وظهور العلاج النفسي للجماعة والسايكودرام والسوسيومترية...إلخ. و"دينامية الجماعة" تعبير حديث يعود لكورت لوين عالم النفس الأمريكي ظهر في سنة 1944. فالجماعة في نظره كائن حي يؤثر فيه الأشخاص الذين يشكلونها، يؤثرون في بعضهم البعض وفي الجماعة نفسها، وفي علاقتهم بالهدف الذي يجمعهم فتتشكل دينامية ما و تتطور الجماعة؛ وذلك ما يمكن أن نسميه حياتها الداخلية. وتلك الدينامية لا تكون دوما قابلة للإدراك من قبل الجميع.
تساهم عدة عناصر في هذه الدينامية منها:
أولا: إن قبول الفرد في جماعة جديدة مسألة ذات أهمية حيوية لأنه في العادة يكون الأفراد حذرين من بعضهم البعض إلى أن يشعروا بتقبلهم من طرف الآخرين.
ثانيا: يبذل الأشخاص الموجودين في الهامش مجهودات كبيرة ليتقبلهم من في الجماعة. وأما من جهة من يشكلون نواة الجماعة فإنهم يحافظون على مسافة معهم. وبشكل عام يصعب الالتحاق بجماعة مشكلة أصلا.
دينامية الجماعات:
دينامية الجماعية هي مجموع الظواهر والميكانيزمات والسيرورات التي تظهر وتتطور داخل جماعات اجتماعية خلال نشاطها؛ ويعني ذلك أن السلوك الفردي يمكنه أن يتغير حسب الارتباطات الحالية أو المستقبلية للأفراد في جماعة سوسيولوجية.
فدينامية الجماعة هي، من بين العلوم الاجتماعية، المجال الذي يهتم بطبيعة الجماعات. فالنصائح المتعلقة بالانتماء أو التعرف على جماعة يمكنها أن تقود إلى استعدادات مختلفة( معروفة أو مجهولة)، وتأثير جماعة يمكنه أن يصير قويا بسرعة كبيرة، مؤثرا أو مكتسحا للتوترات والأنشطة الفردية. كما يمكن لدينامية الجماعة أن تحدث تغييرات في سلوكات شخص ما؛ فحين يتقدم شخص أمام جماعة فإن نموذجه السلوكي يتغير وفقا لسلوك الجماعة.
تشكل دينامية الجماعة أساس علاج الجماعة. ويمكن لرجال السياسة والتجار أن يستغلوا مبادئ دينامية الجماعة لأهدافهم الخاصة. وقد اتخذت دينامية الجماعات، أكثر فأكثر، مصالح خاصة من واقع التفاعلات التي صارت ممكنة على شبكة الإنترنت.
أنواع الجماعات:
تعرف الجماعة ميلادها بوجود ثلاث مشاركين. وبمجيء المشارك الرابع تنكشف ظاهرة الجماعات. هناك أشكال من الجماعات مثل:
أولا: الحشد La foule
يتشكل الحشد من عدد كبير من الأفراد الذين يوجدون في نفس المكان دون أن يرغبوا في ذلك بوضوح، بحيث أن كل واحد منهم يوجد هنا من أجل مصلحته، باحثا عن الإشباع، وفي الآن نفسه يبحث عن تحفيز فردي. لا وجود هنا للتظاهرات المحضرة مسبقا لأن الحشد يتحدد بسايكولوجيا المعية والتزامن.
ثانيا: العصابة La bande
تتميز العصابة بالعدد القليل من الناس بالمقارنة مع الحشد. يجتمع أعضاؤها إراديا وتحدوهم الرغبة في ذلك. فالعصابة ظرفية لأنه يمكن أن تدخل في غيبوبة، ويمكنها أن تستيقظ لتدخل في حوارات متفرقة أو يمكن لأعضائها أن يتفاعلوا أو أن يتخلوا عن الجماعة.
ثالثا: التجمع Le regroupement
التجمع هو اجتماع مصغر أو متوسط أو كبير العدد. للمدة الزمنية التي يجتمع فيها الجمع أهمية مع حضور أهداف ثابتة نسبيا. فالهدف الرئيسي من التجمع هو الإجابة عن مصلحة أعضائه.
رابعا: الجماعة الأولية أو الجماعة المحصورة العدد (الصغرى) Le groupe primaire ou groupe restreint
تتحدد بالعدد المحصور لأعضائها، وحيث لكل عضو من أعضائها تصور خاص به مختلف عن غيره، والتبادلات بين الأعضاء كثيرة وعديدة. ومن جانب ثان تكون لجميع الأعضاء نفس الأهداف. توجد ارتباطات ويوجد تضامن بين الأعضاء خارج الاجتماعات والأعمال المشتركة. كما تعرف هذه الجماعات تشكل علاقات قوية (علاقات عاطفية) بين جماعات صغرى مما يجعل بروز مقاييس وعلامات وطقوس خاصة.
لا يمكن أن تظهر جميع هذه الخصائص في نفس الجماعة. تكون الجماعة الأولية محصورة العدد بشكل عام إلا أنها تتميز بالروابط الشخصية بين أعضائها، روابط حميمية وحارة، ومن جهة العدد يكون للجماعة المحصورة المتكونة (من 3 إلى 13 فردا) بعدا عدديا.
خامسا: الجماعة الثانوية أو الجماعة المنظمة Le groupe secondaire ou organisation
وهي الجماعات التي تتبع أهدافا متشابهة أو مكملة. وبالموازاة مع الجماعات الأولية تتكون هذه الجماعة من 25 إلى 50 فردا كما لو كان لها تفرد يستحيل معه التعرف على أي عضو من أعضائها.
هناك من الباحثين من يضع تقسيما آخر للجماعات من قبيل ما يلي:
أولا: الجماعة الصغرى
تسمى هذه الجماعة بالجماعة المحصورة العدد أو الميكروجماعة. تسمح هذه الجماعة لكل واحد من المشاركين ليكون في وضع وجها لوجه مع أقرانه، وبالدخول في علاقة مباشرة مع كل واحد من أعضاء الجماعة دون المرور بوسيط.
تتكون هذه الجماعة من إثنين إلى إثنى عشر شخصا. وإذا تجاوزت الجماعة هذه الأبعاد تتضاعف الروابط بشكل أساسي (5أشخاص= 10 روابط، 10= 45، 15= 105، 20= 190، 25= 300)؛ وبذلك تتشعب وتتعقد شبكات التواصل إلى درجة تجعل التواصل المباشر مستحيلا فتنقسم الجماعة إلى جماعات صغرى تعيش عتمة الخلط أو الحوارات الذاتية (المنولوغات).
ثانيا: الجماعة الكبرى
إن الماكروجماعة أو الجماعة الكبرى تستفيد من عوامل تواصلية كثيرة – الرئيس، المدير، المنشط، القيادة العامة، المناديب، الكتاب، الناطق الرسمي للجماعات الصغرى، وآخرون- تفرز التعارض، بالضرورة، بين الأعضاء الذين يدبرون التبادلات. فالجماعات الكبرى تكون في غالب الأحيان خاضعة لقوانين أو لقانون إجراءات يقنن التدخلات.
كما نجد تقسيما آخر للجماعات يقسمها إلى جماعات تلقائية وجماعات مؤسساتية أو جماعات مبنينة.
أولا: الجماعة التلقائية
تسمى هذه الجماعة بالجماعة الطبيعة. تنشأ الجماعة التلقائية بشكل مفاجئ أو اعتباطي أو مجاني، أو برغبة من الأعضاء أنفسهم.
ثانيا: الجماعة المؤسساتية أو المبنينة
يتحدد خلق أو منع جماعة مؤسساتية أو مبنينة بالقوانين أو هرمية المؤسسة سواء استلهم ذلك هرميا أو لم يستلهم، أو أن الجماعة ستكون دائمة أو مرحلية أو مناسباتية: مجلس التوجيه، جماعة القيادة...إلخ. فمثل هذه الجماعات يتم خلقها تبعا للتراتبية أو أن التراتبية هي التي تزيلها؛ فهي جماعات رسمية. وفي مثل هذه الجماعات يحتل العضو دوما وبشكل مسبق دورا رفيعا: الرئيس، المنسق، المسؤول عن الجماعة أمام مسؤولين أعلى منه درجة.
تاريخ الجماعات
نجد، سواء، في كتاب الجمهورية لأفلاطون أو السياسة لأرسطو مجموعة من الفرضيات والتحاليل ذات درجة عالية من الدقة تتعلق بالظواهر الجماعية وبنياتها وتحولاتها. ورغم ذلك ليس هناك من داع للشك في كون دراسة الجماعات والعلاقات الإنسانية لم تأخذ خاصية إيجابية وتجريبية إلا في بداية القرن العشرين. فإلى حدود هذه المرحلة كانت المؤلفات المخصصة لهذا المجال ذات طابع "نظري" أو ذات طابع "اليوتوبيات الخيالية". وكان بعضها يعكس خاصية عقلانية صلبة، وكانت مؤلفات أخرى تستلهما الرغبة والهوى، وحضور نزوعات جنسية أو حسية أو فوضوية أو جماعاتية.
هناك تياران كبيران علميان استفاضا في دراسة الجماعات الإنسانية الصغرى. طبق التيار الأول نموذحا مستجلبا من العلوم الفيزيائية، وتحديدا من المجال الكهرمغناطيسي، فحدد الجماعة كحقل للقوى تمارس داخل منطقة حرة مهملة من طرف المؤسسات الاجتماعية. وإن تصرف الجماعة هو نتيجة توليف تلك القوى حسب القوانين.
وعلى المستوى النفسي فإن مبدع هذا المفهوم (أي دينامية الجماعة) هو كورت لوين الذي استطاع أن يستنبط من النظرية العامة للحقل بعض القوانين الخاصة، مثل: كل جماعة تعمل حسب توازن ما قد يكون ثابتا ومقاوما لكل تغيير، بالإضافة إلى وجود متغيرات تحوم حول هذا التوازن.
لقد مكن هذا النموذح الطبيعي لكورت لوين من الإدارة، في المختبر، تجارب على مجموعات اصطناعية تقر بوجود تلك القوانين. ولكنه قبل وفاته تخلى، إلى حد ما، عن هذا النموذج لمحدوديته. ورغم شغف أتباعه وتنوع استغلالهم لأبحاثه النظرية والعملية لم يطرح أي نموذج تجريبي جديد منذ ذلك الحين. وفي المقابل فإن طرق التكوين "بالمجموعات" التي ظهرت، فيما بعد، انتشرت كلها في الغرب.
وأما التيار الثاني في دينامية الجماعات فيستلهم التحليل النفسي. لقد سبق لسغموند فرويد أن بين بأن تماسك جماعة ما يتأتى بفضل تماثل أعضائها حول نفس " نموذج الأنا". وكان من ممثلي هذا التيار في بريطانيا الكبرى ملاني كلاين، حيث الجماعة لها بعدان؛ بعد عصابي (névrose) وآخر ذهاني (psychotique). تطور الجماعة المسيرة، على سبيل المثال، عند أعضائها استعدادا تجاه السلطة، بينما تنتج الوضعية غير المدبرة رفضا أكثر بدائية، ما قبل أوديبي، مصحوبا بهموم مجزأة وبالاضطهاد و الانهيار، وهي أمور خفية في كل جماعة.
إن الإحالة على التحليل النفسي يكشف عن منهج إكلينيكي وليس عن منهج تجريبي. كما أن أسلوب التطبيقات يختلف عن النموذج السابق. وكان اهتمام تلاميذ لوين منصبا على تحسين النجاعة الفردية والاجتماعية عن طريق الجماعة الصغرى. وفيما يهم النزعة التحليلة-نفسية فالجماعة ليست سوى وسيلة بغاية تحقيق تواصل حقيقي بين الأشخاص والسماح لهم بالعيش تجربة حالات وسيرورات نفسية "بدائية".
مقاربات دينامية الجماعات
هناك عدة مقاربات لدينامية الجماعات منها:
1- المقاربة الدينامية (لوين، لبيت، ويت)
● الجماعة ليست ركاما من الأفراد، بل هي مجموعة من الأشخاص المستقلين.
● نقترب من تصرف الفرد أو جماعة في "حقلها"، في محيطها "النفسي".
● لا يحتوي الحقل على الأعضاء فقط، وإنما يحتوي أهدافهم وأفعالهم- أنشطتهم ومواردهم ومقاييسهم.
● الحقل دينامي (لفظ يعود للفيزياء، حيث نلاحظ الإحصائيات ودينامية النسق).
● الجماعة نسق من القوى في توازن، قوى إيجابية أو سلبية، يتناسب ولعب الرغبات والدفاعات. تعمل هذه القوى على تنشيط الجماعة أو منعها من النشاط.
● حينما ينقطع التوازن نجد توترا لدى الفرد أو الجماعة، وتميل سلوكات كل منها إلى إعادة توازن ما.
● يمكننا إدراك التغيير كبحث جديد عن توازن انطلاقا من القطيعة السابقة. من السهل جدا إقناع مقاومي التغيير في الجماعة.
● المقاربة التجريبية تعود للمختبر لا للميدان.
2- المقاربة التفاعلية (باليس هومانس، مورينو)
● نبحث عن الملاحظة المباشرة الأوتوماتيكية لسيرورات التفاعل بين الأفراد.
● عدم إدخال متغيرات تتلاءم ورغبة الباحثين.
● نقوم بملاحظة مسلحة بتسجيلات مستمرة لسيرورات طبيعية تحدث في الجماعة.
● يتعلق الأمر بوضع مقاييس و رسم نظام من التصنيفات؛ أراد باليس اختصار المضمون الاختباري للعلاقات الإنسانية إلى إثنى عشرة مقياسا.
● يتعلق الأمر كذلك بتحليل الدينامية التي تحدث المرور من صنف إلى آخر.
● كل جماعة تريد حل مشكل تمر من هذه المراحل التي صارت مقاييس سيروراتية.
● بإمكاننا تحديد مواصفة تفاعل الأعضاء.
3- المقاربة التحليلنفسية (بيون، أنزيو، فرويد، كلاين، باجيس)
هناك مستويان وظيفيان في الجماعة:
● مستوى المهام (عقلانية، واعية أو شعورية).
● مستوى الانفعالات (اللاعقلاني، دوما لاشعوري، يهيمن عليه الاستيهام).
● توازي الجماعة والحلم؛ فمن أجل تفادي الضيق النفسي الذي قد تحدثه وضعية الجماعة يتوهم الأفراد جماعة مثالية.
كل علاقة مع الغير ذات طبيعة عاطفية تتطور بين:
● الرغبة؛ أي البحث عن موضوع تكميلي نتمنى تملكه.
● التقمص؛ أي متابعة ما نرغب في أن نكون عليه: مثال الأنا.
إن هذا التوليف للمتجهات العاطفية يشكل لحمة الروابط الجمعية.
● هناك نشاط دائم للمؤثرات الأولية؛ فنفس الموضوع قد يكون في نفس الآن جيدا وقبيحا بالنسبة للفرد والجماعة.
● تنجم الكآبة وينجم الاستيهام عن الخوف من الذوبان في الآخرين.
يوجد رابط إيجابي أصلي:
● ينجم عن تجربة عزلة متقاسمة.
● يبحث عن الإجابة عن كآبة التخلي المشتركة.
4- المقاربة السسيولوجية (موسكوفيسي، تاجفيل، أولمستيد)
● تعطى الأهمية للسياق الاجتماعي.
● لا يختصر الاجتماعي في البينفردي؛ إذ يجب الأخذ بعين الاعتبار العلاقات بين الجماعات وتراتبية العلاقات الاجتماعية.
● ما يحدث في الجماعة يحدث بفضل حتميات البنية الاجتماعية في مجموعة.
5- المقاربة الاجتماعية التحليلية (لابساد)
● المقاربة الاجتماعية التحليلية رد فعل على المقاربة الأمريكية.
● تستلهم الفوضوية.
● يتمثل دورها في جعل الجماعة تقنية للهدم الداخلي للمؤسسات الاجتماعية المتخاصم بشأنها؛ وذلك بغاية إقامة تدبير ذاتي.
الهدف المشترك:
رغم تعدد المقاربات هناك تصور تشترك فيه جميع المقاربات هو الهدف المشترك للجماعات.
إن حضور هدف ينظر إليه كهدف مشترك هو الخاصية الأولى للجماعة. يعبأ جميع أفراد هذه الجماعات برؤية واعية مشتركة. كما يمكنهم أن يختلفوا حول مسائل خاصة بالطرق والاستراتيجيا والآجال، لكن الجميع يعطي قيمة للهدف المشترك ويبحث عن بلوغ نفس النتائج في الآجال المحددة عادة.
ففي اللحظة التي يتقاسم فيها جميع المشاركين هذا الهدف واقعيا وفي إطار من الإقناع- مع إدماج أهدافهم الشخصية أو قبولهم الصريح بوضعها جانبا- يتم المرور من مجموع الأفراد إلى جماعة حقيقية.
ظواهر الجماعة:
أ- السلطة
تسمح دراسة ميكانيزمات السلطة في الجماعات الطبيعية والجماعات التجريبية باستخلاص بأن السلطة محايثة للجماعة؛ فالجماعة هي التي تحوزها والسلطة تفوض لبعض الأفراد مؤقتا.
تشبه الجماعة نسقا مغلقا فهي تقع تحت تأثير التوترات (العلاقات البينشخصية مثلا). ومن أجل تجاوزها ستوظف "طاقتها" الخاصة (الكفايات...) من خلال نوعين من الأنشطة كالأنشطة المرتبطة بإنتاج الجماعة (أي الأنشطة التي تبلغ من خلالها الأهداف المحددة)، والأنشطة المرتبطة "بالمقابلة" (أي تلك الأنشطة التي تسمح بالتحكم والانسجام). ووفق نوع النشاط المفضل ستكون الجماعة أكثر نشاطا (مثل جماعة المشروع) أو اجتماعية (مثلا جماعة مدعوة لتناول وجبة) أو احتفال (مثلا جماعة قدماء المحاربين).
والملاحظ أن هذه الأنشطة تترجم كلها بقرارات الجماعة.ولتجاوز الصراعات (الشكلية والمتنوعة) التي تعرقل ميكانيزم اتخاذ القرار يمكن القيام بمايلي:
1- جرد أولي عميق لحاجات الجماعة وحاجات أعضائها، وللموارد المتوفرة للجماعة، ولمختلف الإمكانيات، أخذا بعين الاعتبار الإكراهات.
2- البحث عن التوافق.
يعتبر قرار الجماعة واحدا من بين الوسائل لتلافي ظواهر مقاومة التغيير. وإن طريقة منسجمة متماسكة تفترض، من جهة أولى، الاتفاق على مقاييس وظائفية أطر الإحالة الخاصة بالجماعة (ملاءمتها ومطابقتها مع حياة الجماعة). ومن جانب ثان، تكوين، أثناء عمل مجموعة العمل، كل من يشارك في إنجاز القرارات.
ب- التواصل
أخذا بأهمية التواصل في أخذ القرار والعلاقات بين الأعضاء، فإنه من الضروري بأن تنظم الجماعة تواصلات ناجعة ومقنعة.
ففيما يخص الباحثين المرتبطين بالتيار السبيرنطيقي فإن سيرورة التواصل تتكون من عناصر صورية: مرسل ومتلق ورسالة وسنن و قناة. والوظيفة المادية الجيدة لهذه السيرورة تفضي إلى تواصل فعال.
تابع منظرون مثل أبرهام مولس في فرنسا المقاربة السبيرنطيقية. فدراسة بعض العناصر السايكو-اجتماعية كالشخصية ودور ووضع الأفراد...إلخ تسمح بإعطاء معنى لتحليل سيرورة التواصل. يكون التواصل فعالا حين يكون متكيفا مع الوضعية التي يجري فيها التواصل. إنه لمن الضروري تحديد وتجاوز العراقيل: الصياغة، السياق، الفهم، الاستعداد، التأويل...إلخ، لهذا السبب درس كثير من الباحثين شبكات التواصل والتعاون داخل الجماعات الصغرى (تحديدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وهم: ألكس بافيلاس، ه. لايفت، س. فلامونت...إلخ). وكان هدفهم الرئيسي هو تحديد البنية الأكثر فعالية، أخذا بعين الاعتبار الإكراهات وطبيعة المهمة الواجب القيام بها من طرف الجماعة (إنتاج خدمة، حل مشكلة، أخذ قرار...إلخ).
ج- التفاعل
تعود التفاعلات داخل الجماعات إلى بعض الدينامية، حيث نجد بعض الثقافة وبنية مهيمنة، ووجودا خاصا ومناخا عاطفيا يتعلق بالجماعة الأولية خاصة.ويحدث التفاعل كالآتي:
أولا: التفاعلات اللفظية وغير اللفظية.
ثانيا: البنية غير الصورية المنعكسة في سيرورات التفاعل: مجموعات صغرى، زعيم، مهمشون، تراتبية صورية.
ثالثا: المقاييس ( قواعد السلوك، قانون القيم).
رابعا: التحفيزات وأهداف مشتركة.
خامسا: الشخصية الجماعية.
يمكننا تحليل حياة الجماعة وفق ثلاثة مستويات هي:
ظواهر التفاعل:
هي سيرورات التفاعل التي تجري داخل الجماعة، وهذه السيرورات هي التي تخلق شبكات التوافقات، وشبكات التواصل، وميكانيزمات التفاعل والترابطات، وتشمل.
1- موقع الجماعة في المجتمع (القوانين، الموقع السسيو-ثقافي، السن).
2- طريقة التكوين: تلقائية أو منظمة.
3- تكوين الجماعة: منسجم أو متنافر.
4- حاجات الجماعة: جماعية أو فردية.
5- الأهداف: مربحة أو مجانية.
رابعا: التحفيزات وأهداف مشتركة.
خامسا: الشخصية الجماعية.
يمكننا تحليل حياة الجماعة وفق ثلاثة مستويات هي:
ظواهر التفاعل:
هي سيرورات التفاعل التي تجري داخل الجماعة، وهذه السيرورات هي التي تخلق شبكات التوافقات، وشبكات التواصل، وميكانيزمات التفاعل والترابطات، وتشمل.
1- موقع الجماعة في المجتمع (القوانين، الموقع السسيو-ثقافي، السن).
2- طريقة التكوين: تلقائية أو منظمة.
3- تكوين الجماعة: منسجم أو متنافر.
4- حاجات الجماعة: جماعية أو فردية.
5- الأهداف: مربحة أو مجانية.
إرسال تعليق