في إطار تنفيذ خطة تطوير التعليم في الوطن العربي- البرنامج العربي لتحسين جودة التعليم الذي تمت بلورته بتعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) والمركز الوطني للتكنولوجيات في التربية بتونس، وإعمالا للتوصيات الصادرة عن الملتقى الثاني لشبكة الخبراء العرب، المنعقد بتونس يومي 29 و30 أبريل 2014، خصوصا ما يتعلق منها بتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء في مجالات توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتعلم واكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين وتطوير مناهج التعليم وقيادة التغيير في الوسط التربوي، قام فريق من ثلاثة خبراء تونسيين بعقد جلستي عمل مع مسؤولين بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني يومي 3 و4 نونبر 2014 بالمركز المغربي الكوري للتكوين بالرباط.
وتهدف زيارة هذا الفريق إلى وضع آليات عمل كفيلة بدعم أداء الشبكة المحلية المغربية للبرنامج العربي لتطوير مناهج التدريس وتوظيف تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم (APIQIT)، وكذا المساعدة في تقويم سياسات المنظومة التربوية المغربية في مجالات قيادة التغيير في الوسط التربوي وتوظيف تقنيات المعلومات والاتصال في التعلم وفقا للأدوات التي تم إنجازها في إطار هذا المشروع.
وقد افتتحت السيدة إلهام العزيز مديرة مشروع جيني أشغال الجلسة الأولى بحضور السيدين فؤاد شفيقي مدير المناهج ومحمد ساسي مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه وممثلي بعض المديريات المركزية للوزارة، حيث أكدت السيدة العزيز بأن أشغال اللقاء تتمحور حول تقديم البرنامج ، وكذا التعرف على آليات وأدوات التقييم التي تم تطويرها من خلاله، كما دعت الحاضرين للمساهمة في تعبئة الاستبيانات من خلال مناقشة وصياغة الأجوبة التي تطابق خصوصية المنظومة التربوية الوطنية.
وقدم السيد إسكندر غنية مدير عام المركز الوطني للتكنولوجيات في التربية بتونس ورئيس الفريق، عرضا حول البرنامج العربي لتحسين جودة التعليم والإطار المرجعي للبرنامج العربي لتطوير مناهج التدريس وتوظيف تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم ومكوناته وكذا محاور ومجالات تدخله؛ مؤكدا أن الهدف هو انخراط الشعوب العربية في مجتمع المعرفة عبر تعزيز مخرجات التعليم بالدول العربية، و تحسين نوعية الخدمات التعليمية ودعم القدرات في مجال هندسة المناهج وتطوير المحتويات الرقمية والبرمجيات والاستفادة منها في عملية التعليم والتعلم.
كما بين منهجية تعبئة الاستبيانات، بهدف إعداد الإطار المناسب لصياغة استراتيجية عربية موحدة تمكن من تأهيل مؤطري مشاريع التغيير في الوسط التربوي.
وفي تدخل له أشار السيد فؤاد شفيقي إلى أهمية إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في المنهاج الدراسي، معتبرا أن قيادة التغيير في الوسط التربوي تستدعي توسيع قاعدة الجمهور المستهدف بالدراسة لتشمل بالإضافة إلى آراء الباحثين التربويين، كل من المهندسين وكذا المسؤولين المركزيين بقطاع التربية الوطنية. كما دعا إلى إعادة النظر في مجالات المشروع ومستويات التدخل لكل مكون ومدى مطابقتها للحاجيات الفعلية للأنظمة العربية، مبرزا أن أداة الاستثمار (الاستبانة) غير كافية لتقييم درجة استعداد المحيط التربوي لإرساء مشروع متكامل لقيادة التغيير.
ومن جهته أكد السيد محمد ساسي على ضرورة استثمار كل التجارب السابقة في هذا الميدان وجعلها محورا للنقاش، والنظر في إشكالية الملاءمة، ومدى مطابقة البرنامج لحاجيات الأنظمة المحلية العربية وخصوصياتها، وكذا قيادة تجارب تهم إشكاليات ذاتية وحصرها من أجل الاشتغال على قضايا آنية وواقعية. كما شدد على ضرورة الاهتمام بالشق التواصلي باعتباره آلية أساسية لانخراط وتعبئة الذكاء الجماعي من أجل الاستثمار الأمثل لنتائج المشروع.
أما الجلسة الثانية من هذه الزيارة، فقد خصصت لتقديم أداة قياس وتقويم استعمال تقنيات المعلومات والاتصال في التعلم والتعليم في الدول العربية، وكذا تقديم أداة قياس وتقويم قيادة التغيير في الوسط التربوي وإنجاز الاستبيانات الخاصة بذلك.وقد شارك في أشغالها إلى جانب الوفد التونسي وممثلي المصالح المركزية للوزارة مديرو بعض المؤسسات التعليمية العمومية بالمغرب.
إرسال تعليق