أمام أزيد من خمسين سفيرا و قائم بالأعمال و ممثلي عدد من الهيئات الدبلوماسية بالعاصمة الرباط، قال عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل و الشؤون الاجتماعية أنه وجب التوجه لله بالحمد و الشكر لأن في المغرب اقتصادا غير مهيكل يُمَكِّنُ عددا كبيرا ن المغاربة من البقاء على قيد الحياة "survivre est pas vivre" حسب تعبير الوزير الذي كان يتحدث في ندوة منظمة من طرف "المؤسسة الدبلوماسية".
الوزير المنتمي لحزب التقدم و الاشتراكية، أحد أهم الأحزاب الحليفة لعبد الاله لبنكيران في الحكومة، صرح أن الاقتصاد غير المهيكل يشكل 27 في المائة من النسيج الإنتاجي بالمغرب و أن هذا القطاع يستوعب أزيد من 40 بالمائة من الفئة النشيطة موضحا أن الحكومة تعمل بجهد كبير من أجل هيكلة هذا القطاع و جعله قادرا على احترام كرامة العاملين فيه من خلال أجور معقولة و تغطية اجتماعية ترفعه في درج التنافسية.
وزير "حزب الكتاب" أضاف أن الاقتصاد المغربي يفتح أفاقا للعمل لكن هذه الأفاق تبقى موسومة، في كثير من الأحيان، بالهشاشة المتمثلة في التعويض المادي الهزيل و غياب التغطية الصحية ما يجعل الحكومة صارمة في اختياراتها المتجهة نحو خلق ظروف عمل تحفظ الكرامة.
الوزير أقر بوجود ما يقارب مليون عامل لا يستفيدون من التغطية الصحية كما أوضح أن المبادرات المتخذة في المجال استطاعت أن تضع 3 مليون عامل في وضعية أرْيَحَ على المستوى الحقوقي مردفا أن الهدف هو تحويل مسألة التشغيل الى مسؤولية إجتماعية و مجتمعية، "social et sociétal"، وفق تعبير الصديقي، شارحا أن هذه المسؤولية لا تتأتى إلا من خلال إشراك النقابات و الجمعيات المدنية و الجماعات المنتخبة و فتح إمكانيات التشغيل في الواحات و الجبال و حيثما وجدت فرص للتشغيل، يقول الوزير.
أسئلة السفراء و ممثلي الهيئات الدبلوماسية توزعت بين جودة الحوار الاجتماعي و مناهج التكوين و حاجيات السوق المغربية و مشاريع الإصلاح المرتبطة بصناديق التقاعد و المقاصة و الهجرة و الرشوة و غيرها من المواضيع.
الوزير أجاب عن مسألة التكوين بشرح ما اعتبره ارتباطا تاريخيا بين المغاربة و اللغة الفرنسية موضحا في نفس الوقت أن هناك وعيا متزايدا في المغرب بأهمية التكوين باللغة الانجليزية "و الانفتاح على اللغة الصينية حتى.." يضيف الوزير الذي تحدث عن إحداث شُعَب لخلق المقاولة و أعطى أرقاما تبين تجاوز عدد الحاصلين على شهادات الباكلوريا العلمية أقرانهم من الحاصلين على الباكلوريا الأدبية و ذلك لأول مرة بالمغرب، وفق ما أدلى به ضيف "الملتقى الديبلوماسي".
هسبريس
إرسال تعليق