تعريف الثقة بالنفس :
1- معنى الثقة:
الثقة لغة مشتقة من الفعل الثلاثي وثق، وهي كلمة تدل على العقل والإحكام، ووثقت الشيء أي أحكمته، والميثاق هو العهد المحكم، والمواثقة هي المعاهدة .
وهكذا يمكننا أن نقول أن الثقة هي إحكام الأمر والاطمئنان إليه، وضبطه بحيث يمكن الانتفاع به والاستفادة منه، والاعتماد عليه والبناء عليه.
ومن معاني الثقة أيضا الائتمان ، فمعنى وثقت بشيء أي ائتمنته، وهذا الائتمان يكون في الغالب نتيجة اطمئنانك لهذا الشيء.
2- معنى النفس:
النفس لغة مشتقة من النفس وهو الريح الذي يخرج، ولذا قالوا في تعريف النفس هي الروح، لأن الريح الذي نأخذه من الهواء ونخرجه إذا توقف ، توقفت معه الحياة .
ولقد اختلف علماء النفس والفلسفة والدين في تعريف النفس وعلاقتها بالعقل والروح.
3- معنى الثقة بالنفس:
هناك تعريفات عديدة للثقة بالنفس سننتقي بعضها
- "الثقة بالنفس هي مزيج من الفكر والشعور بالرضا تجاه نفسك، والإنسان الواثق من نفسه هو الذي يشعر بأنه إيجابي وقادر على المشاركة والتشارك مع المجتمع" .
- أن يكون لدى الفرد شعور كاف بأنه قادر على النجاح في الأمر الذي يرغب القيام به، فبين التفكير في القيام بسلوك ما وبين البدء في تنفيذه لحظة حاسمة ، يتبين من خلالها مقدار الثقة التي يتمتع بها هذا الإنسان،فإذا كانت هذه الثقة كافية فإن الفرد سيقدم على تنفيذ السلوك المراد، وإذا كانت ناقصة ارتبك وتردد ، وأحجم عن التنفيذ" .
* الثقة بالنفس هي حسن اعتداد المرء بنفسه واعتباره لذاته وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه (المكان الزمان) دون إفراط أو تفريط" .
وهنا يجب الإشارة إلى الأمور التالية:
- الثقة بالنفس تتماوج ارتفاعا وانخفاضا، بحسب مقوماتها والظروف المحيطة (الموقف ، الزمان المكان والموضوع) ، فالشخص الذي يتحدث في موضوع يعلمه جيدا تكون ثقته أفضل مما لو تحدث في موضوع لايعلم عنه إلا القليل، أما إذا كان مؤشر الثقة مرتفعا بغض النظر عن مقومات الثقة فهذا يدل على علة في الشخص ( تضخم في الذات يصاحبه ثقة ظاهرية زائفة) والعكس صحيح فإذا كان مؤشر الثقة منخفضا دائما رغم توفير مقومات الثقة فهذا يدل على علة في الشخص (تحقير الذات يصاحبه ضعف في الثقة بالنفس).
- الواثق بنفسه يغير رأيه إذا اتضح له الصواب في غيره، وسير الواثقين بأنفسهم تشهد بذلك فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر يغير موقع المعسكر ويأخذ برأي الصحابي بعدما اتضح له صوابه، وكذلك في صلح الحديبية يأخذ برأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فيحل إحرامه ويحلق رأسه.
- من الخطأ الاعتقاد أن الثقة بالنفس تقتضي السيطرة على الأخرين والتحكم فيهم والتسلط عليهم ( إما بقسوة الحجة والإقناع أو بقسوة النظام والقوانين الإدارية أو الأعراف الاجتماعية...)
- ومن الخطأ أيضا الاعتقاد أنها تقتضي نبذ الحياء والتسلح بالجرأة المبالغ فيها،والتي تدفع إلى اقتحام أمور لا يقرها الأدب وحسن الخلق مثل التدخل في أمور الناس وخصوصياتهم .
II- محددات وعناصر الثقة بالنفس :
1- الاعتماد على النفس: ويقصد به ميل الفرد إلى القيام بما يراه من عمل، دون أن يطلب منه القيام به، ودون الاستعانة بغيره، مع قدرته على توجيه سلوكه ، دون خضوع في ذلك لأحد غيره، بحيث يكون قد تعود تحمل المسؤولية.
2- الإحساس بالقيمة الذاتية: ويتضمن شعور الفرد بتقدير الآخرين له، وأنهم يرونه قادرا على تحقيق النجاح، وشعوره بأنه قادر على القيام بما يقوم به غيره من الناس، وانه محبوب،وانه مقبول من الآخرين.
3- الشعور بالحرية الذاتية: ويتضمن شعور الفرد بأنه قادر على توجيه سلوكه، وان له الحرية في أن يقوم بقسط من تقرير سلوكه، وانه يستطيع أن يضع خطط مستقبله.
4- الشعور بالانتماء : أي أن الفرد يتمتع بحب والديه وأسرته، وبأنه مرغوب فيه، وبأنهم يتمنون له خيرا ، وللدوافع إلى الانتماء من القوة ما جعل بعض علماء النفس يطلق عليه: " الجوع الاجتماعي" .
5- التحرر من الميل إلى الانفراد: أي أن الفرد لايميل إلى الانطواء أو الانفراد، ومثل هذا لا يستبدل النجاح الواقعي في الحياة والتمتع به بالنجاح التخيلي أو التوهم.
III- أهمية الثقة بالنفس :
إن إيمان الإنسان بنفسه وثقته بقدراته من أهم الأشياء التي تعينه في حياته، فمن بين الأدوار التي تلعبها الثقة بالنفس نذكر:
- أنها تجعل الإنسان مدركا لإمكاناته وقدراته وتبين له نقاط ضعفه وقوته، فيصير الشعور بالنقص أمرا طبيعيا لا يسبب له الحرج أو القلق.
- تعطيه الاستعداد أن يتخذ قدوته في الحياة وان يختار النموذج الأنسب له فيحاول اقتفاء أثره دون تقليد أعمى.
- توضح له هدفه وتدفعه للوصول إليه، بحيث يمكن للإنسان أن يغير وضعيته من حالة الخوف من العجز والفشل إلى وضعية الإدراك بأنه قادر على تحقيق مايريده .
- تنتشله من براثن العجز والسلبية والهزيمة النفسية ، فالتاريخ يدل على أن الهزيمة النفسية كانت السبب الأساسي في الهزيمة العسكرية،وكمثال على ذلك ما حدث لقائد الفرس رستم حين أرسل له سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ربعي بن عامر ليفاوضه، فسأله رستم ما الذي جاء بكم، فقال: الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، و من جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة فأيقن رستم أنه لن يستطيع أن يهزم هذا النوع من البشر.
IV- قواعد لاكتساب الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس والنجاح وجهان لعملة واحدة فالثقة بالنفس هي السبب الأول في النجاح في الحياة ، كما أن النجاح يمنح مزيدا من الثقة ، ولقد اتفق علماء النفس على أن هناك 5 قواعد يجب الالتزام بها لاكتساب الثقة بالنفس وسميت بالقواعد الخمس لاكتساب الثقة بالنفس .
القاعدة الأولى: " إن أفضل الطرق لاكتساب الثقة بالنفس هي أن تنمي في نفسك الصفات الايجابية التي تؤهلك للنجاح" وهو ما يعني في الوقت ذاته أن تعمل على إضعاف الصفات السلبية والتخلص منها نهائيا.
القاعدة الثانية: " أن تكون معتدلا في أهدافك وأن تكون في إطار قدراتك وإمكاناتك" فتبدأ بالأفعال الممكنة كي تنجح وهو ما يكسبك مزيدا من الثقة.
القاعدة الثالثة: إذا أردت مزيدا من الثقة بالنفس أمام الناس فتعلم كيف تعامل الناس، والناس تتعامل جيدا مع الذين يعطونهم اهتماما وتقديرا"
فالناس تتعامل جيدا مع الأشخاص الذين يمنحونهم الحب والود، ومع الذين يتميزون بالتفاؤل وبشاشة الوجه.
القاعدة الرابعة: "من أجل اكتساب ثقتك بنفسك اعتن بمظهرك جيدا" واحرص على أن يكون صوتك وإشاراتك وتعبيراتك، وطريقة كلامك، وطريقة جلوسك ووقوفك، وسائر تصرفاتك تتسم بالأناقة واللياقة.
القاعدة الخامسة:" أن تتخير الأصدقاء الذين يثقون بك" لأنك إذا وجدت إنسانا يثق بك فإن هذا الإنسان جدير بان يرفع درجة ثقتك بنفسك.
المصدر: موقع مدارج
إرسال تعليق