فازت الكاتبة المغربية الشابة وئام المددي بالجائزة العالمية الطيب صالح للإبداع الكتابي في صنف الرواية، والتي أعلن عن نتائجها شهر فبراير المنصرم.
الروائية وئام التي تعد أول مغربية تفوز بهذه الجائزة، قالت في حوار مع pjd.ma "بعد أن بحثتُ عن خيوط السرد وأوتار الشعر تحت بتيلات الورود، وبين قطرات الندى، فوجدتُها بين البنادق، تلتفّ حول زناد القنابل، تقطر بالدم والدموع.. بعد أن نُسِفت كل دويلات الخيال، لأن الواقع صار أكثر إبداعاً من الإبداع! هل أكتب، أم أقتدي بنصيحة جيل رونارد: "لا توقظ الشجن الذي ينام"؟"، مضيفة "اخترت أن أكتب وأوقظ الأشجان، وهذا ما أدعو إليه الشباب المبدع".
واعتبرت المددي، أن هذا التتويج سيشكل قيمة مضافة في مسارها الأدبي، مضيفة أن "هذا التتويج سيكون تكليفاً أيضاً بقدر ما هو تشريف لي، تكليف بالمضي قدماً في درب الإبداع".
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
1- بداية، أنت أول امرأة مغربية تفوز بالرتبة الأولى لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في صنف الرواية، ماذا يشكل هذا التتويج بالنسبة لك؟
· لا شك أن هذا التتويج سيشكل قيمة مضافة في مساري الأدبي، وهذا شرف كبير لي بأن أكون أول امرأة مغربية تنال جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، إنه إثبات واضح لقوة المرأة المغربية وكفاءتها.. فالمغرب يزخر بعدد كبير من النساء اللواتي شرفن بلدنا الحبيب في أكثر من مناسبة.. لكن هذا التتويج سيكون تكليفاً أيضاً بقدر ما هو تشريف لي، تكليف بالمضي قدماً في درب الإبداع.
2- ما هي الاعتبارات التي ترينها شكلت أساسا لفوزك بهذه الجائزة؟ وما هو مضمون روايتك؟
· أظن أن الرواية لاقت إعجاب هيئة التحكيم، ربما لأنها توافقت والمعايير الفنية والجمالية التي تحكم قرارات الهيئة وانسجمت مع الاعتبارات التي وضعتها أساساً لاختيار العمل الفائز. أما فيما يخص مضمون الرواية فهو يدور في فلك الصراع القائم بين الشرق والغرب، هذا الصراع الذي تؤججه الصور النمطية المغرضة التي ترسبت في كيان الطرفين، وقد جندت في روايتي مجموعة من الشخصيات التي تنتمي إلى عوالم مختلفة من أجل نقل تمظهرات هذا الصراع من خلال المسارات التي ستقطعها وتختبرها طيلة أحداث الرواية.
3- في رأيك، هل من دور لهذه الجوائز في تشجيع الشباب المبدع في مجال الأدب؟
· أرى أن هذه الجوائز تشجع الشباب المبدع وتحفزه لبذل المزيد من العطاء، كما تمنح للجمهور القارئ فرصة التعرف عليه والاطلاع على أعماله التي قد تظل منسية بسبب الصعوبات التي تعرقل النشر خاصة أمام الشباب المبدع..
4- كيف تنظرين لمساهمات الشباب في حقل الأدب بالمغرب؟
· لقد بات المغرب يعرف في الآونة الأخيرة اهتماما بالأدب وانكبابا كبيراً على الحقل الإبداعي، وهذا أمر يبشر بالخير، وإن كان من الشباب من يستسهل الأمر ويمتطي صهوة الإبداع قبل أن يتزود بما يكفي من أدوات وأسلحة إبداعية تعينه في رحلة الكتابة الشاقة، وذلك راجع، ربما، إلى سهولة النشر التي تتيحها شبكة الأنترنيت، لكن القارئ يظل الفيصل الذي يفرز الغث من السمين والحكم الذي يميز الخبيث من الطيب، وللتاريخ طبعاً قراره الحاسم في اختيار الأعمال الرصينة الرائدة التي تستحق الخلود.
5- ماهي رسالتك للشباب المهتم بمجال الأدب؟
· رسالتي إليهم هي تقلد الأدب سلاحاً من أجل محاربة الفساد والانحلال الذي بات يطبع العالم، على الأدب أن يكون محملا برسالة إنسانية نبيلة تدافع عن قيم الحق والجمال التي: "علاها صدأ الشقاء، بعد أن تلطّخت بالسواد الذي يغلِّف دروب الحياة ويطلّ من أعين أطفال لم يعهدوا غير الرصيف وساداً، يقتاتون من الانتظار حتى لا يقتطفهم الجوع غبناً.. بعد أن بحثتُ عن خيوط السرد وأوتار الشعر تحت بتيلات الورود، وبين قطرات الندى، فوجدتُها بين البنادق، تلتفّ حول زناد القنابل، تقطر بالدم والدموع.. بعد أن نُسِفت كل دويلات الخيال، لأن الواقع صار أكثر إبداعاً من الإبداع! هل أكتب، أم أقتدي بنصيحة جيل رونارد: «لا توقظ الشجن الذي ينام»؟" هذا ما ذكرته في إحدى كتاباتي عن جدوى الإبداع.. لكنني اخترت، اخترت أن أكتب وأوقظ الأشجان، وهذا ما أدعو إليه الشباب المبدع.
أجرى الحوار: أحمد الزاهي
pjd
إرسال تعليق