مصطفى رابي * |
في السنوات الأخيرة ، ظهر سوق ليس كباقي الأسواق التقليدية، سوق يضم تقنيين، موزعين، أساتذة، أشخاص مكلفين بالإملاء، وسطاء لبيع الأجهزة الإليكترونية الدقيقة، عمليات جراحية دقيقة حتى لا أقول أطباء، أباء وأولياء متواطؤون، والأدهى أن هذا السوق الغريب أصبح أكثر تنظيما سنة بعد سنة، إنه سوق الغش في امتحانات الباكالوريا، ومن خلال تجاريب السنوات الأخيرة، تأكد بالملموس بأن هذا السوق موجود ويتطور سنة بعد سنة، على المستوى التجهيزات الإليكترونية ودقة استعمالاتها وعلى مستوى تقنيات وكيفيات التدخلات التي تتم من طرف عناصر الخلايا النشيطة في هذا المجال، فعملية تسريب اختبارات الباكالوريا حسب مصادر مطلعة، تتم في وقت وجيز بين فئات واسعة من الطلبة من خلال التقاط صور لمحتوى الاختبار، وإرسالها إلى عناوين إليكترونية تتم اعتمادا على أوامر برمجية مطورة يجري تثبيثها بشكل مسبق على الأجهزة المحمولة، فتوزع التمارين بين أعضاء الخلية لتوفير الحلول في أسرع وقت ممكن : 10 دقائق تكفي أعضاء الخلية للإجابة على جميع أسئلة الاختبار، بعد ذلك يتم مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعية أو إرسالها إلى الطلبة المستهدفين عبر الرسائل القصيرة من طرف أعضاء متخصصين في إرسال وإملاء المحتويات عبر ال "كيت"
وفي مقال نشرته جريدة الأخبال بتاريخ 5-5-2015 ، وانطلاقا من مصادر وثيقة الاطلاع، أوضحت أن عددا من محلات تقوم بالدعم والتقوية، تتحول إلى ملتقيات للتعارف بين المترشحين وممثلي الخلايا المشرفة(سماسرة الغش) على توزيع ونشر إجابات الاختبارات.
بالإضافة لهذه الخلايا الحقيقية، توجد خلاليا أخرى في هذا السوق، ولكنها خلايا وهمية مختصة في خداع المترشحين حيث تتم عملية النصب بعد اتفاق المرشح مبدئيا مع خلية تدعي توفرها على طاقم من "الأساتذة"، ويتم ذلك مقابل قدر مادي، وينطبق هذا الوضع على الحكمة التي تقول:" الطماع يأكله الكذاب".
وحسب شهادات بعض الأساتذة، تبدأ الإرهاصات الأولى لسخونة هذا السوق بداية شهر مارس حيث يقصد عدد من المرشحين محلات الدروس الخصوصية الليلية للبحث عن "منقد" يزودهم بالإجابات خلال يوم الامتحان.
سوق الغش هذا حسب جريدة الأخبار، يضم "شناقة"يوفرون إجابات للإمتحانات بأثمنة لا تتجاوز 1000 درهم.
لا أريد أن أصدق بأن هناك بعض الأساتذة لهم علاقة بهذه الخلايا، بل هم أعضاء فيها حسب شهادات أساتذة اخرين، جاءت في مقال جريدة الأخبار ليوم 5-5-2015 . لأن الأستاذ من المفروض أن يكون محصنا بما فيه الكفاية من هذه التصرفات المناقضة لوجوده المهني، وإذا افترضنا أن هذه المصيبة موجودة، فهذا يعني أن هؤلاء المشاركون في هذه الجريمة يعانون من مرض الفصام أي يحتاجون إلى العلاج، نظرا لوضعيتهم غير الطبيعية.
تروج داخل هذا السوق، عروض لأجهزة جد متطورة، فهناك ساعات يدوية متطورة، وسماعات أذن ذكية، وأدوات تقنية حديثة صارت تستخدم من طرف شريحة واسعة من المترشحين للقيام بعملية الغش.
مفتش في التوجيه التربوي *
إرسال تعليق