GuidePedia

0

الحسن اللحية

تدخل التربية على الاختيار واتخاذ القرار من وجهة نظر فلسفية في فلسفة الوعي: الذات الواعية بذاتها، العارفة بذاتها، العارفة بما تقوم به ولماذا تقوم بما تقوم به. وقد يجد هذا النوع من التربية أسسه في الاختيار الوجودي للفلسفات الوجودية. وقد يعني هذه النوع من التربية التربية على حرية الإرادة الفردية والجماعية كما نجد ذلك في فلسفات الأنوار وفي إميل جون جاك روسو.
فالواضح أن التربية على الاختيار واتخاذ القرار تفيد تنمية الاستقلالية والمسؤولية والواجب واحترام الذات والغير، واحترام التعاقدات المبرمة بحرية ومسؤولية ذاتية...إلخ، إنها فلسفة في تربية المواطن.
من المهم جدا أن نتوقف عند المنظور المعرفي للتربية على الاختيار واتخاذ القرار مادام يمس عمق العملية التربوية. فاتخاذ قرار ما كقرار التصويت في الانتخابات أو قرار الهجرة السرية إلى دولة أخرى أو قرار الزواج ... يتطلب من المدرسة والمجتمع تربية النشء على الاختيار الواعي والمسؤول لأن كل قرار مهما كان شأنه يتطلب قدرات عقلية: إعمال الفكر، معالجة المعلومات...إلخ. وهي أمور تدخل في صميم الوظيفة التربوية للمدرسة.
إن اتخاذ القرار والاختيار يجعل الفرد نشيطا محفزا مترددا خائفا متوترا... وقد يسقط في الفشل أو الاكتئاب أو اللاأدرية...ومن هنا تبرز أهمية التربية على مواجهة المشاكل والجرأة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية الذاتية.
تشبه عملية الاختيار واتخاذ القرار حل المشكلات أو الحكم؛ فهي تستحضر مراحل متعاقبة كالتخطيط والبحث والاختيار والتنفيذ والمتابعة. ومتخذ القرار هو صاحب مهمة تحتاج إلى تنفيذ أو حل وسط زحمة الإكراهات( أخلاقية، قيمية، إنسانية، اقتصادية،...) وإن توفرت لديه الخبرة والتجربة والمعرفة والمعلومة والقدرات العقلية أو المهارات العقلية.
لهذا السبب يبدو حل المشكل أو اتخاذ قرار او الاختيار بين قرارات متعددة عملية عقلية أو مهارة عقلية تتطور في المدرسة والأسرة والمجتمع، وهي تتطلب التدريب على التفكير في الوضعيات والإحساس بالمشاكل والتخطيط وتحديد الأهداف، وتطوير مهارات البحث عن المعلومات وكيفية معالجاتها أو تدريب المتعلم على التخيل وحرية التفكير وإيجاد البدائل بواسطة الزوبعة الذهنية ولعب الأدوار.
ومن المفيد أن نضع بعض الخصائص الفردية المرتبطة باتخاذ القرار مثل ما يلي: 
التوفر على الخبرة أو المعرفة؛
تقييم المعلومة: عقلانية الفرد، النضج...؛
الإبداعية: القدرة على إيجاد حل أصيل بعد دراسة المعلومات والمشكل؛
استحضار السياق أو البيئة؛
استحضار الزمن في اتخاذ القرار؛
حسن تنفيذ الحل؛
واقعية القرار والقابلية للتنفيذ؛
...إلخ.
للقرار مراحل كثيرة من بين أهمها نجد ما يلي:
مواجهة مشكلة؛
التعرف على نوع المشكلة؛
تحديد المشكلة؛
تحديد الأهداف؛
تجميع المعطيات؛
معالجة المعطيات؛
طرح البدائل؛
معالجة البدائل؛
اختيار الحل؛
تنفيذ الحل؛
تقويم القرار.

إرسال تعليق

 
Top