GuidePedia

0

في بداية كل موسم دراسي تجد الاسر الراغبة في تسجيل ابناءها بالتعليم الخصوصي مجبرة على دفع مبالغ مالية الى هذه ألمؤسسات تسمى مصاريف التسجيل والتأمين يختلف مبلغها والذي قد يتراوح مابين 800 درهم و 2000 درهم للتلميذ الواحد بدعوى انه سيتم تامين التلميذ عن الاخطار والأضرار و الحوادث التي قد يصاب بها اثناء تواجده بالمدرسة طيلة الموسم الدراسي .
فهل فعلا التلاميذ مؤمنين من لدن هذه المدارس وبالمبلغ المطلوب في اعلاناتهم وفي شروطهم ؟ ام ان ارباب هده المدارس يؤمنون فعلا التلاميذ ولكن بثمن بخس قد لا تتجاوز 50 درهم للطفل ويأخذون الباقي بدون وجه حق ؟ ام انه نصب واحتيال على الاباء وحق اريد به باطل ؟
صحيح ان هناك مدارس خصوصية تحترم نفسها وتحترم الضوابط القانونية والأخلاقية وتعهداتها والتزاماتها وتؤمن تلامذتها بالمبلغ المطلوب وتقدم للإباء وصلا يحمل اسم المؤمن ورقمه التسلسلي لذا شركة التامين وبنود هذا التامين ومبلغ التامين بل تذهب الى ابعد من ذلك بتحديد المستشفيات الخاصة التي تتحمل علاج المصاب من التلاميذ.لكن هذه النماذج من المدارس الخصوصية للتعليم نادرة جدا مع كامل الاسف ،فالتجربة والرأي السائد عند اولياء واباء وأمهات التلاميذ الذين درسوا او يدرسون ابناءهم بالتعليم الخصوصي ،اثبتت ان جل هذه المدارس لا تكون واضحة في هذا الامر ولا تقدم لهم وصلا يثبت قانونيا ان هذا التلميذ مؤمن وبالمبلغ المحدد وبنود العقد ورقمه التسلسلي بشركة التامين وسقف التعويض وسقف التكفل.
بل الادهى من ذلك انه حينما يصاب تلميذ في المدرسة يتم اما نقله الى المستشفيات العمومية او المستوصفات وفي كثير من الاحيان تتم المناداة على دويهم من ان اجل التكفل بأبنائهم.
امام هذه الوضعية الشاذة التي يعلمها الجميع والتي تنخر جيوب الاسر وتزيد من تكاليف التحمل الاسري. متى ستتحرك الوزارة الوصية على القطاع والتي ينص القانون على ضرورة ان تراقب هذه المدارس و الاعداديات والثانويات الخصوصية،وتجبرهم على الالتزام بتعهداتهم القانونية بنظامهم الداخلي الذي تصادق عليه الاكاديميات الجهوية للتعليم والذي يحدد في احدى ابوابه طبيعة العلاقة مابين المدرسة والآباء ،فلماذا لا تقنن هذا التامين وثمنه وشروطه وشكلياته؟
ومتى ستتحرك الجمعيات الوطنية لأولياء وآباء وأمهات التلاميذ والجمعيات الحقوقية والجمعيات التي تعنى بحقوق الاطفال ،لتفرض شروطها على هؤلاء وتفرض على الحكومة تحمل مسؤولياتها في محاربة هذه الطاهرة المتفشية في صفوف مجموعة كبيرة من مدارس التعليم الخصوصي.
براهيم غزان
اطار بكلية الاداب بمكناس

إرسال تعليق

 
Top